282

جامع العلوم والحكم

محقق

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

الناشر

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

القاهرة

واستحب بعضهم الرفع في الاستسقاء على هذه الصفة منهم الجوزجاني.
وقال بعض السلف: "الرفع على هذا الوجه تضرع".
• ومنها أنه رفع يديه وجعل ظهورهما (^١) عكس ذلك.
وقد روي عن النبي ﷺ في الاستسقاء أيضًا (^٢).
ورُوي عن جماعة من السلف أنهم كانوا يدعون كذلك.
وقال بعضهم: الرفع على هذا الوجه استجارة بالله، واستعاذة به. منهم ابن عمر، وابن عباس، وأبو هريرة ﵃.
ورُوي عن النبي ﷺ أَنَّه كَانَ إذا استْعَاذَ رَفَعَ يَدَيْهِ عَلَى هذَا الْوَجْه (^٣).
* * *
• ومنها رفع يديه، وَجَعْلُ كَفَّيْهِ إِلى السَّمَاءِ، وَظُهُورُهما إلى الأرْض.
وقد ورد الأمر بذلك في سؤال الله ﷿ في غير حديث.
وعن ابن عمر وأبي هريرة وابن سيرين أن هذا هو الدعاء والسؤال لله ﷿.
• ومنها عكس ذلك، وهو قلب كفيه وجعل ظهورهما إلى السماء وبطونهما مما يلى الأرض.
وفي صحيح مسلم عن أنس أن النبي ﷺ استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء (^٤).
وخرجه الإمام أحمد ﵀ ولفظه، فبسط يديه وجعل ظاهرهما مما يلي السماء (^٥).
وخرجه أبو داود ولفظه: استسقى هكذا يعني النبي ﷺ مد يديه وجعل بطونهما مما يلى الأرض (^٦).
وخرج الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري ﵁ قال: "كان النبي ﷺ

(^١) ما بين الرقمين ليس في أ. وانظر المجمع ١٠/ ١٦٨.
(^٢) راجع ما أخرجه ابن ماجه في الدعاء ٢/ ١٢٧٢ من حديث ابن عباس مرفوعًا.
(^٣) رواه أحمد مرسلا بإسناد حسن على ما في المجمع ١٠/ ١٦٨ من حديث خلاد بن السائب.
(^٤) الحديث في كتاب الاستسقاء: باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء ٢/ ٦١٢.
(^٥) مسند أحمد ٣/ ٢٤١ (الحلبي) من حديث أنس قال: رأيت النبي ﷺ يستسقي فبسط يديه … الحديث.
(^٦) الحديث في سنن أبي داود: باب رفع اليدين في الاستسقاء ١/ ٦٩٢.

1 / 290