213

جامع العلوم والحكم

محقق

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

الناشر

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

القاهرة

الشبهات؛ حذرًا من الوقوع في المحرمات.
وإن كان القلب فاسدًا قد استولى عليه اتباع هواه وطلب ما يحبه، ولو كرهه الله فسدت حركات الجوارح كلِّهَا وانبعثت إلى كل المعاصي والمشتبهات بحسب اتباع هوى القلب.
* * *
[القلب ملك والأعضاء جنوده]:
ولهذا يقال: القلب ملك الأعضاء، وبقية الأعضاء جنوده، وهم مع هذا جنود طائعون له، منبعثون في طاعته، وتنفيذ أوامره، لا يخالفونه في شيء من ذلك.
فإن كان الملك صالحًا كانت هذه الجنود صالحة، وإن كان فاسدًا كانت جنوده بهذه المثابة (^١) فاسدة ولا ينفع عند الله إلا القلب السليم كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ (^٢).
وكان النبي ﷺ يقول في دعائه: "اللَّهُمَّ إنِّي أَسْألُكَ قَلْبًا سَلِيمًا" (^٣).
فالقلب السليم هو السالم من الآفات والمكروهات كلها، وهو القلب الذي ليس فيه سوى محبة (الله وما يحبه الله وخشية الله وخشية) (^٤) ما يباعده منه.
* * *
[استقامة إيمان المرء باستقامة قلبه]:
وفي مسند الإمام أحمد ﵁ عن أنس عن النبي ﷺ قال: "لا يَسْتَقِيمُ

(^١) في المطبوعة تبعا للهندية: "المشابهة" وهو تحريف.
(^٢) سورة الشعراء: ٨٨ - ٨٩.
(^٣) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ١٢٣، ١٢٥ والترمذي في سننه الدعوات: باب ٢٣ - ٥/ ٤٧٦ وعقب عليه بقوله: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه.
زاد المباركفوري ٩/ ٢٤٩ أن في إسناده مجهولا.
والنسائي في سننه: كتاب السهو: باب ٦١ - كلهم من حديث شداد بن أوس أن رسول الله ﷺ كان يقول في صلاته: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعَزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم" لفظ النسائي.
(^٤) ما بين القوسين من هـ، م.

1 / 219