جامع العلوم والحكم
محقق
الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا
الناشر
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع
الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
مكان النشر
القاهرة
مجاهد وغيره: لكل شئٍ أُمِروا به، أو نُهُوا عنه، وقال الله تعالى: في آخر سورة النساء التي بيّن فيها كثيرًا من أحكام الأَمْوال والأَبْضَاع ﴿يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (^١) وقال تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ﴾ (^٢) وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ﴾ (^٣).
ووكل بيان ما أشكل من التنزيل إلى الرسول. كما قال تعالى ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ (^٤).
[إكمال الدين]:
وما قبض رسول الله ﷺ حتى أكمل له ولأمته الدين، ولهذا أنزل عليه بعرفة قبل موته بمدة يسيرة: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ (^٥) وقال ﷺ: "تَرَكْتُكُمْ عَلَى بَيْضاءَ نَقيَّةٍ لَيْلُها كَنَهَارِهَا لا يَزِيغُ عَنْهَا إلَّا هَالِكٌ" (^٦).
* * *
• وقال أبو ذر ﵁: "توفي رسول الله ﷺ وما طائر يحرك جناحيه في السماء إلا وقد ذَكَر لنا منه عِلْمًا (^٧) ".
• ولما شك ناس في موته ﷺ قال عمه العباس ﵁: "والله! ما مات رسول الله ﷺ حتى ترك السّبيل نهجًا واضحًا، وأَحَلَّ الحلالَ، وحَرَّمَ الحرام، ونكح وطلّق، وحارَبَ وسَالَم وما كان راعي غنم يتبع بها رءوس الجبال يخبط عليها العضاة (^٨) بمخبطته (^٩)
(^١) سورة النساء: ١٧٦.
(^٢) سورة الأنعام: ١١٩.
(^٣) سورة التوبة: ١١٥.
(^٤) سورة النحل: ٤٤.
(^٥) سورة المائدة: ٣.
(^٦) سنن ابن ماجه ١/ ١٦ ومسند أحمد ٤/ ١٢٦ (حلبي) من حديث طويل. عن العرباض بن سارية.
(^٧) أورده الهيثمي في المجمع ٨/ ٢٦٦ - ٢٦٧ وقال: رواه أحمد والطبراني وزاد: فقال النبي ﷺ: "ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بُيّن لكم" ورجال الطبراني رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقري وهو ثقة وفي إسناد أحمد من لم يسم.
(^٨) في النهاية ٣/ ٢٥٥ العضاهُ: كل شجر عظيم له شوك. الواحدة عضةٌ أو عضاهة.
(^٩) مخبطته: عصاه، والمخبط: العصا التي يخبط بها الشجر، وخبط الشجر: ضربه بالعصا ليتناثر ورقه. كما في النهاية ٢/ ٧. وأثر العباس في الطبقات الكبرى ٢/ ٢٦٧.
1 / 203