170

جامع العلوم والحكم

محقق

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

الناشر

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

القاهرة

قَالَ لَهُ: اكْتبْ فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائنٌ إلى يَومِ القيامة" (^١).
* * *
وقد سبق ذكر ما رُوي عن ابن مسعود ﵁ (^٢) أن الملَك إذا سأل عن حال النطفة أمر أن يذهب إلى الكتاب السابق ويقال له: إنك تجد فيه قصة هذه النطفة.
* * *
[النصوص في سبق القدر]:
وقد تكاثرت النصوص بذكر الكتاب السابق بالسعادة والشقاوة.
* * *
[من حديث علي]:
• ففي الصحيحين عن علي بن أبي طالب ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: "مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إلا وَقَدْ كَتَبَ اللّه مَكانَها مِنَ الجَنَّةِ أَو النَّار (^٣) وإلَّا وقد كُتبتْ شَقِيَّة أَو سَعيدةً" فَقَالَ رَجلٌ: يَا رَسُول اللّه! أفلا نمكُثُ عَلَى كِتَابنَا وَنَدَعُ الْعمَلَ؟ فَقَالَ: "اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ لَهُ. أَمَّا أَهْلُ السَّعادَة فَيُيَسَّرُونَ لِعَمل أَهْلِ السَّعَادَة، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعمَل أهل الشَّقَاوَة ثُمَّ قَرَأ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ (^٤).
• ففي (^٥) هذا الحديث أن السعادة والشقاوة قد سبق الكتاب بهما وأن ذلك مقدر بحسب الأعمال، وأن كلا ميسر لما خلق له من الأعمال التي هي سبب للسعادة (^٦) أو الشقاوة.
* * *

(^١) أخرجه الترمذي في كتاب التفسير، باب سورة "ن" ٥/ ٤٢٤. وقال: هذا حديث حسن غريب.
وأبو داود السجستاني في سننه: كتاب السنة: باب القدر ٥/ ٧٦.
وأبو داود الطيالسي في مسنده ١/ ٣٠.
وابن كثير في التفسير ٤/ ٤٠١.
(^٢) ص ١٦٤.
(^٣) ب: "والنار".
(^٤) الآيات من سورة الليل ٥ - ١٠، والحديث أخرجه البخاري في مواطن من صحيحه منها في تفسير سورة الليل ٨/ ٧٠٨ - ٧٠٩ من طرق ووجوه عدة.
ومسلم في صحيحه: كتاب القدر: باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه ٤/ ٢٠٣٩ - ٢٠٤٠.
(^٥) م: "وفي".
(^٦) م: "السعادة".

1 / 175