140

جامع العلوم والحكم

محقق

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

الناشر

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

القاهرة

"إن مِن أشْراط السَّاعةِ أن يُرفعَ العِلْمُ، وَيَظْهرَ الجهلُ" (^١).
وأخبر أنه "يُقْبَضُ العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رءوسا جُهالا فَسئِلُوا فأفتوا بِغيْر عِلْم؛ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا" (^٢).
وقال الشعبي: "لا تقوم الساعة حتى يصير العلم جهلًا والجهل علما".
وهذا كله من انقلاب الحقائق في آخر الزمان وانعكاس الأمور.
• وفي صحيح الحاكم عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "إنَّ مِن أَشرَاط السَّاعَةِ أنْ يُوضَعَ الأخيَارُ، ويُرفَعَ الأشْرَارُ (^٣).
* * *
[التطاول في البنيان وعلام يدل؟]:
وفي قوله: "يتطاولون في البنيان" دليل على ذم التباهي والتفاخر خصوصًا بالتطاول في البنيان.
ولم يكن إطالة البناء معروفًا في زمن النبي ﷺ وأصحابه ﵃ بل كان بنيانهم قصيرًا بقدر الحاجة.
• وروى أبو الزناد عن الأَعرج عن أبي هريرة ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ:
• "لا تقوم السَّاعة، حتى يَتَطَاوَل الناسُ في البُنْيَانِ".
خرجه البخاري (^٤).
[النهي عن التطاول في البنيان وذمه]:
• وخرج أبو داود من حديث أنس ﵁ أن النبي ﷺ خرج فرأى قُبَّةً مُشْرِفةً عالية فقال: "ما هذه؟ " قالوا: هذه لفلان: رجل من الأنصار فجاء صاحبها

(^١) راجع في هذا ما أخرجه الترمذي في كتاب الفتن: باب ما جاء في أشراط الساعة ٤/ ٤٩١ من حديث أنس، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وهو حديث متفق عليه.
(^٢) راجع ما أخرجه الترمذي في كتاب العلم: باب ما جاء في ذهاب العلم ٥/ ٣١ من حديث عبد الله بن عمرو وقال هذا حديث حسن صحيح. وهو حديث متفق عليه.
(^٣) في المستدرك ٤/ ٥٥٤ بلفظ: "أن ترفع الأشرار، وتوضع الأخيار" وقد صححه الحاكم وأقره الذهبي.
(^٤) في كتاب الفتن: باب حدثنا مسدد ١٣/ ٨١ - ٨٢ من الفتح بسياقه مطولا.

1 / 144