وعليهم أبو موسى الأشعري وجدوا دانيال في أبزن، وإذا إلى جنبه مال موضوع من شاء أن يستقرض منه إلى أجل، فإن أتى به إلى ذلك الأجل وإلا برص، قال: فالتزمه أبو موسى وقبله، وقال: دانيال ورب الكعبة، ثم كتب في شأنه إلى عمر، فكتب إليه عمر رضي الله عنه: أن كفنه وحنطه وصل عليه، ثم ادفنه كما دفنت الأنبياء، وانظر ماله فاجعله في بيت مال المسلمين، قال: فكفنه في قباطي وصلى عليه ودفنه.
وحدث به أبو بكر ابن أبي شيبة في "تاريخه" فقال: حدثنا هدبة بن خالد القيسي، حدثنا همام بن يحيى، حدثنا قتادة ، عن زرارة بن أوفى، عن مطرف بن مالك أنه شهد فتح أهل السوس إذا أسنوا استخرجوه، فاستسقوا به، وأصبنا معه ريطتي كتان، وأصبنا معه ستين جرة مختومة، ففتحنا جرة من أدناها وجرة من أوسطها وجرة من أقصاها، فوجدنا في كل جرة عشرة آلاف، قال همام: أحسبه قال: واف، وأصبنا معه ربعة فيها ثياب، وكان معنا أجير نصراني يقال له: نعيم، فقال: أتبيعوني هذه الربعة وما فيها قلنا: إن لم يكن فيها ذهب أو ورق أو كتاب، قال: فالذي فيه كتاب الله تعالى، قال: فكره الأشعري ومن عنده أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيع ذلك الكتاب، فمن ثم كره بيع المصاحف؛ لأن الأشعري وأصحاب الأشعري كرهوا بيع ذلك الكتاب، فبعناه الربعة بدرهمين، ووهبنا له الكتاب.
قال همام: قال قتادة: وحدثني حسان أن أول من وقع عليه رجل من بني العنبر يقال له: حرقوص، فأعطاه الأشعري الريطتين وأعطاه مائتي
صفحة ٣٢٦