ووجدتها بخط بعض من آمن من علماء اليهود "بمأدها" بزيادة باء موحدة مكسورة في الأولى، تليها ميم ساكنة، بعدها همزة مضمومة، وآخرها دال مهملة ساكنة، والكلمة الثانية بضم الميم الأولى أو الهاء، والباقي سواء.
وذكرها بعض المتأخرين "مأذ" بفتح الهمزة -وزان عمر- والذال.
وذكر ابن قتيبة أنها بكسر الميم والهمزة، وأن بعضهم يفتح الميم ويدنيها من الضمة، وأن معناهما "محمد".
وذكر غيره أن التوراة باللغة العبرانية وهي قريبة من اللغة العربية، وكثيرا ما يكون الاختلاف بينهما في كيفيات أداء الحروف والنطق بها من التفخيم والترقيق والضم والفتح وغير ذلك؛ لأن العرب تقول: "لا" والعبرانيون يقولون: "لو" وتقول العرب: "عالم" والعبرانيون: "عولام"، وتقول العرب: "إله" والعبرانيون "إولوه".
وعلى هذا إذا نظرت في حروف "محمد" وفي حروف "مأذ مأذ" وجدت الكلمتين كلمة واحدة، فإن الميمين في "محمد" وفي "مأذ مأذ" والهمزة التي في "مأذ"، والحاء التي في "محمد" من مخرج واحد، والدال كثيرا ما نجد موضعها في العبرانية ذالا، فالعبرانيون يقولون: "إيحاذ" للواحد، والذال والدال متقاربتان، فيمن تأمل اللغتين وهذين الاسمين لم يشك أنهما واحد، ولهذا نظائر في اللغتين، مثل "موسى" في اللغة العربية و"موشى" في العبرانية؛ لأن فيها "من" للماء و"شاء"
صفحة ١٨٦