مسألة: [في الجبر]
- وسأل فقال: هل جبر الله عباده على طاعة أو معصية؟
قيل له: لا، لأن الجبر استكراه المجبور على الفعل، والله تعالى قد عذر من أكره، وإنما أثابهم وعاقبهم على ما كسبوا، وذلك قوله: {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد}، فنفى عن نفسه أن يظلم عبيده، وقال: {ذوقوا ما كنتم تكسبون}.
فإن قال: إن الله إنما عذب العباد على فعله لا أفعالهم؟
قيل له: إن قائل هذا خارج مما نطق به القرآن، قال الله: {ذلك بما قدمت يداك وأن الله ليس بظلام للعبيد}، وإنما يعذبهم على ما خالفوا أمره، وركبوا نهيه، وعبدوا غيره، وانتهكوا محارمه، وبالله التوفيق.
مسألة: [في معنى قوله: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا}]
- وسأل عن قول الله: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا}.
قيل له: كذلك نقول: إن الله لم يخلق ذلك باطلا كما قال، إنما خلقهما بالحق، وقد قال: {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق}.
وقال: {خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام}، ولم يكن خلقه ذلك لهما باطلا {ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار}.
صفحة ١٦٨