وأما قوله: { والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم } ، فإنه كان الرجل من العرب في صدر الإسلام يعاقد (نسخة يعاهد) رجلا أجنبيا، يعني يحالفه على النصرة له على عدوه يقول: "هدمي هدمك، ودمي دمك، تنصرني على عدوي وأنصرك على عدوك. ترثني وأرثك، فلا يورث قرابته من ماله شيئا". ثم نسخها قوله جل ذكره: { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله } (¬1) يعني في (¬2) اللوح المحفوظ من العقد والحلف الذي كان يفعله الناس، والقرابات أولى والله أعلم.
¬__________
(¬1) الحض على التكبير في آخر رمضان في قول جمهور أهل التأويل، تفسير القرطبي. فقال الشافعي رضي الله عنه: روي عن سعيد بن المسيب وعروة وأبي سلمة إنهم كانوا يكبرون ليلة الفطر، ويحمدون: قال وتشبه ليلة النحر بها. وقال ابن عباس: حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا. القرطبي ص 306.
(¬2) سورة الانفا ل: 75.
صفحة ١٥