فقال اليهود: يزعم محمد إنه نبي، وقد استقبل قبلتنا واستن بسنتنا فما نراه أحدث في نبوته شيئا، وكانت الكعبة أحب القبلتين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهي قبلة إبراهيم عليه السلام، فكره النبي صلى الله عليه وسلم قبلة اليهود، فسأل جبريل عليه السلام أن يسأل له (¬1) ربه أن ينقله إلى قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام، فقال له: إنما أنا عبد مثلك، فانصرف من عنده، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقلب نظره نحو السماء فأنزل الله تعالى: ? { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام. } (¬2) وأنزل تبارك وتعالى: { ?فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه } . (¬3)
? وكان الموصي يسلم والوصي يلزمه ذلك. وكان الرجل يوصي بجميع ماله فلا يدع لورثته شيئا، فأنزل الله تبارك وتعالى: { ?فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه } (¬4) فردهم (¬5) رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الثلث.
وأنزل جل ذكره: ? { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا? } (¬6)
وكان الرجل إذا حضره الموت لم يورث زوجاته ولا بناته ولا الصغار من أولاده، وإنما يورث من أولاده من يحمل السلاح أو يقاتل على ظهور الخيل، فأنزل الله تعالى: ? { وليخشى الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا } ?الآية.
¬__________
(¬1) له: لا توجد في (ج).
(¬2) سورة البقرة: 144.
(¬3) سورة البقرة: 181.
(¬4) سورة البقرة: 182.
(¬5) في (ب) فردها.
(¬6) سورة النساء: 9.
صفحة ١٢