جامع تراث العلامة الألباني في المنهج والأحداث الكبرى
الناشر
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
صنعاء - اليمن
تصانيف
أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعد تورد الإبل
كل من يخالف منهج رسول الله ﵌ والآن أقول: بعد أن أوضحت لكم معنى السنة: كل من يخالف سنة رسول الله ﵌، وقد عرفتم معنى السنة: المنهج الذي سار عليه الرسول ﵇، فلن ينجح أبد الحياة، لن ينجح؛ لأنه لم يسلك الطريق التي سنها لنا الرسول ﵇، قال في الحديث الأول: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي».
فالذين يريدون إقامة حكم الله في الأرض إذا لم يسلكوا الطريق التي سلكها الرسول ﵇، فلن يصلوا إلى بغيتهم بتاتًا، بل كلما تأخر العهد بهم، كلما ابتعدوا عن الهدف الذي وضعوه نصب أعينهم كيف لا وعامة العالم الإسلامي اليوم وفيهم الأفراد الذين ينتمون إلى كثير من تلك الجماعات لا يعرفون بعده معنى لا إله إلا الله لا يعرفون هذه الشهادة هذه الكلمة الطيبة، والله ﷿ يقول في القرآن الكريم: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [محمد: ١٩].
فإذا كان هذا الأمر الإلهي: أن يوجه إلى أمة الرسول ﵇ في شخص الرسول الخطاب لمن؟ فاعلم خطاب لفرد، لكن هو في الواقع الخطاب لأمة الرسول ﵇؛ لأن الله ﵎ حينما اصطفى نبيه ﵊ رسولًا للعالمين رحمة جميعًا لهم، بلا شك هو يعلم معنى التوحيد معنى لا إله إلا الله فحينما يقول: فاعلم أنه لا إله إلا الله هو من باب، وإن كان هذا ربما لا يناسب، لكن لا بأس، هو من باب الكلام إليك ياركنَّة، لكن اسمعي يا جارة، فالخطاب هذا ليس للرسول في القصد والمرمى، في اللفظ هوله، لكن في القصد والمرمى لمن؟ لأمة ﵌.
أمة الرسول الآن تبلغ الملايين المملينة، لا أعنيها بكلامي هذا، وإنما أعني
1 / 61