قال: وأخبرنا محمد بن عثمان الجعفري عن عبد الرحمن بن محمد عن الهيثم بن عدي عن مجالد عن الشعبي قال: أتى حسان بن ثابت إلى النبي، ﷺ، فقال: يا رسول الله! إن أبا سفيان بن الحارث هجاك، وأسعده على ذلك نوفل بن الحارث وكفار قريش، أفتأذن لي أهجوهم يا رسول الله؟ فقال النبي، ﷺ: فكيف تصنع بي؟ فقال: أسلك منهم كما تسل الشعرة من العجين! قال له: اهجهم وروح القدس معك، واستعن بأبي بكر، فإنه علامة قريش بأنساب العرب، فقال حسان يهجو نوفل بن الحارث: الطويل
وإنّ وُلاةَ المَجدِ مِنْ آلِ هاشمٍ ... بَنُو بِنْتِ مَخْزُومٍ، ووالدك العَبْدُ
وما وَلَدَتْ أَبْناءُ زُهرَةَ مِنْهُمُ ... صَممْيمًا، ولم يلحقْ عَجائزَكَ المَجدُ
فأنتَ لئيمٌ نِيْطَ في آلِ هاشِمٍ، ... كما نِيْطَ خلفَ الرَّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ
قال: فلما أسلم أبو سفيان بن الحارث قال له النبي، ﷺ: أنت مني وأنا منك، ولا سبيل إلى حسان.
وأخبرنا أبو العباس عن أبي طلحة عن بكر بن سليمان يرفع الحديث إلى عبد الله بن مسعود قال: بلغ النبي، ﷺ، أن قومًا نالوا أبا بكر بألسنتهم، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس! ليس أحدٌ منكم أمن علي في ذات يده ونفسه من أبي بكر، كلكم قال لي: كذبت، وقال لي أبو بكر:
1 / 35