الجمع بين الصحيحين لعبد الحق

أبو محمد عبد الحق الإشبيلي ت. 581 هجري
103

الجمع بين الصحيحين لعبد الحق

الناشر

دار المحقق للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

٩٥ - (٢) مسلم. عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: (أيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ (١) مِنْ مَوَالِيهِ، فَقَدْ كَفَرَ حَتَّى يَرْجِعَ إلَيهمْ). قَال مَنْصُورٌ: قَدْ وَاللهِ رَواهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ وَلَكِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُرْوَى عَنِّي هَهُنَا بِالْبَصْرَةِ (٢) (٣). ٩٦ - (٣) وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله قَال: قَال رَسُولُ اللهِ ﷺ: (أيُّمَا عَبْدٍ أَبَقَ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ) (٤). ٩٧ - (٤) وعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَال: (إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ لَمْ يُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ) (٥). أحاديث جرير هذه في العبد الآبق لم يخرجها البخاري. ٩٨ - (٥) مسلم. عَنْ زَيدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ صَلاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيبيَةِ فِي إِثْرِ سَمَاءٍ (٦) كَانَتْ مِنَ اللَّيلِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَال: (هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَال رَبكُمْ؟) قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَال: (قَال: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ (٧):

(١) "أبق": أي هرب. (٢) "بالبصرة": منصور هو ابن عبد الرحمن راوي الحديث عن الشعبي عن جرير. وكراهيته التحديث بهذا الحديث مرفوعًا بالبصرة لوجود الخوارج والمعتزلة بها والذين يقولون بتخليد أهل المعاصي في النار ويزيد الخوارج القول بتكفيرهم، فلو سمعوا هذا لتعلقوا بظاهره وجعلوه دليلًا لهم. (٣) مسلم (١/ ٨٣ رقم ٦٨). إلا أن فيه: "قد والله روى" بدل "قد والله رواه". (٤) مسلم (١/ ٨٣ رقم ٦٩). (٥) مسلم (١/ ٨٣ رقم ٧٠). (٦) سماء: أي مطر. (٧) "مؤمن بي وكافر" إذا اعتقد أن للكواكب تأثيرًا في إنزال المطر بالخلق والإيجاد فهذا كفر لأنه أشرك في الربوبية والمشرك كافر. وإن لم يعتقد ذلك فهو من الشرك الأصغر، لأنه نسب نعمة الله إلى غيره، وهذا من النبي ﷺ حماية لجناب التوحيد وسد لذرائع الشرك ولو بالعبارات الموهمة التي لا يقصدها الإنسان.

1 / 55