جرثومة الفساد وأرومة الأداد ، أي مصدر الأمور الفظيعة، وسبب خراب البلاد وهلاك العباد؛ فالدين والنتيشرية على طرفي نقيض كالحق والباطل، الخير والشر، الصلاح والفساد، الفوز والهلاك. والإنسان ظلوم جهول هلوع جزوع.
إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا . لذلك أتاه الدين لإكماله كي يتمسك بأصوله وتربيته على الخصال المتوارثة حتى تشرق العقول بالمعارف، وتهتدي إلى السعادة، ويقيم البشر المدنية ويحافظوا على ثباتهم وبقائهم.
27
لقد أفاد الدين ثلاث عقائد وثلاث خصال. وأكسبها عقول البشر. وهي أساس قيام الأمم وعماد بنيتها الاجتماعية، وقوام مدنيتها، وشرط تقدمها ورقيها ونيل سعادتها لإبعاد النفوس عن الشر ومفارقتها للأجساد، ويبعدها عما يهدد البقاء ولها آثار جليلة على المجتمع البشري ومنافع المدنية والروابط بين الأمم وبقاء النوع والمسالمة بين الأفراد ورقي الأمم. وهذه العقائد الثلاث هي: (1)
الإنسان ملك أرضي، أشرف المخلوقات، من أجل رفع الإنسان من الخصال البهيمية، وسموه إلى العالم العقلي، وتجاوزه شريعة الغاب. وهو ما يتفق مع القرآن، في اعتبار الإنسان خليفة الله في الأرض، أعظم المخلوقات بتحمله الأمانة بعد أن رفضتها السموات والأرض والجبال وأبين أن يحملنها وأشفقن منها. وهذه العقيدة لا تبتعد كثيرا عن مقصد الدهرية باعتبارها الإنسان مركز الكون وآخر درجة في سلم التطور، وما تزهو به الحضارة الغربية منذ عصورها الحديثة والتحول من التمركز على الله
Theocentrism
إلى التمركز حول الإنسان
Anthropocentrism
والتي فيها صدر
الإعلان العالمي عن حقوق الإنسان . وظهرت النزعة الإنسانية
صفحة غير معروفة