وهي كلها أساليب بلاغية في الخطاب الإصلاحي يتفق مع المضمون الفكري والهدف الشعبي. وربما يحتاج الأمر بعد مائة عام إلى التحول من القول الخطابي والقول الجدلي إلى القول البرهاني بمصطلحات ابن رشد من أجل مزيد من الإحكام للخطاب الإصلاحي حتى يتحول إلى خطاب علمي كما هو الحال في العلوم الإنسانية. فالإصلاح والتحديث والتغير الاجتماعي أصبحت الآن من الموضوعات الرئيسية في علم الاجتماع بكافة فروعه خاصة علم الاجتماع السياسي، علم اجتماع الثقافة، علم اجتماع المعرفة.
إن الشعوب الآن تعي مصالحها، وانتهت مرحلة اليقظة. ولكنها تبحث الآن عن وسائل التحقيق وطرق العمل، ومناهج للتفكير، ولأنواع جديدة من الخطاب السياسي والثقافي. فهل يستطيع الأفغاني بعد مائة عام أن يبعث من جديد في أحفاده، وتعاد صياغته بحيث تعود إلى حركة الإصلاح حيويتها الأولى من أجل تجاوز الاستقطاب الحالي بين الخطابين السلفي والعلماني، وحشد الجماهير بثقافة جديدة، وتقوية الدولة برؤية جديدة لدورها في الداخل والخارج، وإكمال المشروع الإصلاحي التحرري الوطني المتحد مع المشروع التحرري القومي من أجل النهوض بالإصلاح بعد كبوته وإقالة حركة التحرر الوطني بعد عثرتها، وإدخال هذا الجيل كله من جديد داخل حركة التاريخ؟
صفحة غير معروفة