وأما أنا فقد بينت منذ أول قولى أن الفرق بين ما يظهر عيانا أنه اسطقس وبين ما هو بالحقيقة اسطقس عظيم جدا.
وأخلق بى أن أتكلم فى ذلك الآن أيضا كلاما أبلغ من الأول، فأقول:
إنه إن كان الاسطقس إنما هو جزء لا يكون أقل منه، ولا أبسط منه، وجب أن يكون عند الحس اسطقسات بدن الإنسان: العظم، والغضروف، والرباط، والظفر، والشعر، والشحم، واللحم، والعصب، والمخ، والليف، والأغشية. وبالجملة: جميع الأعضاء المتشابهة الأجزاء.
أفترى أثيناوس جعل هذه فى شىء من أقاويله هى الاسطقسات؟
ما نجده حقا جعلها كذلك، بل وجدناه قد كتب فى بعض كتبه أن كل واحد من الأعضاء المتشابهة الأجزاء إنما كان حدوثه من الاستقصات الأول. ومن الأعضاء المتشابهة الأجزاء كان تركيب سائر أعضاء بدن الحيوان.
فإن سأله سائل عن الاستقصات الأول التى حدث عنها اللحم فى المثل، أو الشحم، فبين أن جوابه فى ذلك هو أن يقول: إنها الحار، والبارد، واليابس، والرطب.
صفحة ٨٢