فقلت له:
فقد جئنا من الرأس إلى النار، والهواء، والماء، والأرض التى كنا هربنا منها فى أول الأمر.
فقال لى:
فأنت الذى صيرت كلامنا إلى هذه الحال من الاضطراب.
ثم أقبل مع قوله ذلك على سائر تلاميذه، فقال لهم: إن هذا تربى بين أصحاب المنطق، فامتلأ من نفاقهم، فجاء يبطل كل صحيح، ويعوج كل مستو، ويثور كل صاف، ويغالطنا كيما يتحجج عندنا بما عنده من العدة والقوة فى المنطق.
ومن ذلك أنه جاء يؤدى بنا إلى أن نتوهم أن اسم الحار اسم مشترك يدل على معان شتى، أحدها: كيفية. كما نقول: أبيض. والثانى: الجسم الذى قد قبل الغاية من تلك الكيفية. والثالث: الجسم الذى تلك الكيفية غالية عليه كالحمام.
صفحة ٨٠