وذلك أنه ليس يمكن أن يكون عندما كان البدن قويا، قد كان الدواء يقوى عليه حتى يذوبه، ويحيل ما فيه إلى طبيعته، ثم أنه الآن عندما صار إلى حال الضعف، لا يقدر أن يعمل فيه. بل قد نراه يعمل فيه. وذلك أنه فى تلك الحال أيضا قد يستفرغ ليس بدون استفراغه الذى كان قبل ذلك. وتجد البدن فى تلك الحال يتحلل، ويفسد. فما بالنا لا نجد الخلط الذى يستفرغ منه فى تلك الحال مثل الخلط الذى كان يستفرغ منه أولا.
ما يمكن أن يكون هذا بوجه من الوجوه، إلا بأن ذلك الخط الأول كله إلا ما لا يبال به منه قد استفرغ من البدن.
فيجب من ذلك أن لا يمكن أن يعيش بعد ذلك ذاك الإنسان. إذ كان قد بطل منه واحد من اسطقساته أصلا.
لكن قد يجب أن يتحلل، ويفسد، ويجرى منه بعد انقطاع استفراغ الخلط الأول وفنائه ما كان من سائر الأخلاط أسرعها إلى الاستفراغ.
ولذلك إن كان الدواء مما يخرج المرار الأسود أو كان مما يخرج البلغم، فإنه عندما يفرط الإسهال، أو القىء، حتى ينفد ذلك الخلط، فينقطع خروجه، إنما يتبعه المرار الأصفر، من قبل أنه أسبق الأخلاط، وأرقها.
فإن كان الدواء مما يخرج المرة الصفراء، فأفرط الإسهال، أو القىء، حتى تنفد، تبع انقطاع استفراغها استفراغ البلغم. ثم بعد ذلك استفراغ السوداء، لأن هذا الخلط أثقل الأخلاط. وهو مع ذلك غليظ، بطىء الحركة. ويتبع بعدها كلها بأخرة الدم، من قبل أنه أقربها من ملاءمة الطبيعة.
صفحة ١٣٥