ثم قال:ولما كان الإنسان بعد ارتباط النفس منه بالبدن يحتاج إلى أشياء تدخل إلى بدنه وأشياء تخرج منه جعل الخالق تبارك وتعالى فيه حسا غريزيا وجعل فيه شهوة مخلوطة باللذة والأذى وجعل فيه مع ذلك الخوف والغضب وما يتبع هذه الأشياء وما يضادها. فمتى كان الإنسان مستوليا عليها كانت حيوته وتدبيره على العدل، ومتى كانت هذه الأشياء مستولية عليه قاهرة كانت حيوته وتدبيره على الجور. ومن كانت حيوته مرضية فى جميع الزمان الذى يستقيم أن يبقى فيه رجعت نفسه أيضا إلى الكواكب التى كان عنها وأثبت على ذلك بأن يجعل تدبير حيوته أفضل التدبير. ومن لم يكن [تدبير] حيوته كذلك وأخطأ فى تدبيره استحال إلى طبيعة المرأة فى الكون الثانى. وإن لم يبق أيضا على هذه الطبيعة عوقب بشىء آخر أيضا تشبها بحالة فى كونه واستحال إلى طبيعة بعض الحيوان | البرى، ولم يقف عن هذه الاستحالات أبدا دون أن يعود أولا فيقلع من نفسه بالحركة التى فيه الباقية على حال واحدة دائما تلك الأشياء التى اجترت بها وهى التى صارت فيه من النار والماء والهواء والأرض إذ كانت متشوشة عديمة النطق ويغلبها ويقهرها بالنطق يرجع عند ذلك إلى حاله الأولى التى هى أفضل
ثم قال: فمتى جاوز فى جميع هذه الأشياء الصواب وبعد النواميس التى سنها عليها غرس بعض تلك الأشياء فى بعض آل الزمان — والمنقول منها الأرض وبظنى أنه خطأ — وبعضها فى غير ذلك من آل الزمان
[chapter 7]
صفحة ١١