ثم إن طيماوس بعد هذا يقول: إن أجناس الحيوان أربعة أحدها السمائى والثانى الطيار والثالث السابح الذى يأوى الماء والرابع المشاء على وجه الأرض. وإن السمائى جعل أكثر ما فى صورته النار وجعل 〈الفهم〉 فى أقوى الأدوار. وإن كل واحد من هذه يتحرك بذاته. وإن الأرض موضوعة فى وسط العالم. وإن فى الفلك كواكب أخر شبيهة بهذه تظهر فى الفلك إيماء. ومن البين أنه يشير بهذا القول إلى الكواكب التى تظهر فى بعض الأزمان ثم تغيب كالذى رأيناه نحن مرارا كثيرة وذكر إبرخس فى كتبه وغيره من المنجمين
[chapter 6]
ثم قال: إن الله تعالى قال للملائكة قولا عاميا إنهم إذا كانوا مكونين فليس هم غير فاسدين إلا أنهم لا يفسدون فى وقت من الأوقات بمشيئته وعنايته بهم. ولأنه قد كان ينبغى أن يكون فى العالم حيوان يقبل الموت جعلهم سببا لكون ما يكون منه. وذلك أنه لو كان تولى خلقهم لكانوا بمنزلة الملائكة. | ثم قال: وإن الخالق تبارك وتعالى أعطى الملائكة ابتداء الخلقة التى لا تموت، ومن البين أنه يعنى بذلك النفس الناطقة. ولهذا السبب لما مزج المزاج الأول الذى خلط فيه نفس العالم أفرغ فيه البقايا التى بقيت من الأشياء المتقدمة وخلطها جميعا وجعلها من جهة من الجهات باقية على حالها. ولم يجعلها غير فاسدة على ذلك المثال لكن ثوانيى وثوالث
صفحة ٩