ثم قال: ولا ينبغى أصلا أن يحرك المرض بالدواء حركة قوية قبل وقته. فإن حال الأمراض مشاكلة لحال الحيوان، وذلك أن بعض الحيوان من شأنه أن تطول مدته وبعضه قصير المدة ولذلك لا يمكن أن ينحل دون بلوغ المنتهى. فمن حركها فى غير وقتها فإنه مع ما لا ينفع شيئا قد يجعلها أمراضا عظيمة كثيرة. والأصلح إذن لها أن تلزم التدبير إلى أن تبلغ منتهاها
والشىء المدبر لذلك وهو الإلهى مما فينا ينبغى أن يراض خاصة بحركاته التى تخصه فإنه حينئذ يكون أصح وأقوى كما أنك إن استعملت فى النفس التى تحب الغلبة وفى النفس الشهوانية الرياضة التى تخصهما وأهملت النفس الناطقة قويت النفسان البهيميتان وأضعفت النفس الناطقة التى جعلها الخالق تعالى فى الإنسان سببا لسعادته، والسعيد من الناس من كانت هذه النفس فيه أقوى أنواع النفس وأرتبها
[chapter 24]
صفحة ٣٣