ثم قال: أما [جميع] الآلام العامية العارضة فى جميع البدن والأسباب الفاعلة لها فقد بيناها. وأما الآلام الخاصية العارضة فى اللسان من الطعوم فنقول: إن الأجزاء الأرضية التى فى الأشياء التى تذاق إذا واقعت أجزاء اللحم الذى فى اللسان ذابت وجمعت عروقه. والتى تخشنه منها خشونة أشد تسمى عصفة، والتى تخشنه أقل تسمى قابضة. وأما الأشياء التى تجلو هذه وتغسل ما حول اللسان — إن كان ذلك الفعل أكثر من المقدار 〈حتى〉 تبلغ من قوتها أن تذيب شيئا من أجزاء اللسان — تدعى مرة مثل البورق، وإن كان ذلك الفعل أقل من فعل هذه سميت مالحة. وأما الأشياء التى تسخن وتقطع وتلذع فتسمى خريفة، وأما الأشياء التى تلطفها العفونة حتى تنفذ فى العروق الرقاق فتدعى الحامضة. ثم قال: وأما الأشياء التى تضاد جميع ما ذكرناه فتسمى الحلوة، وذلك أنها تملس ما خشن من أجزاء اللسان وتشد وتجمع ما استرخى منها، ولذلك صار هذا النوع من الطعوم لذيذا
ثم إن فلاطن بعد فراغه من القول فى الطعوم يتكلم فى حاسة الشم. وزعم أن جوهرها فيما بين الهواء والأرض وأن الدخان والضباب يدخلان فى هذا الجنس، وأن بعضها يقال فيها لذيذة وبعضها مؤذية. وأما أنواعها الجزئية فلا اسم لها
صفحة ٢٠