وأما أندرونيقوس المشاء فإنى أمدحه مدحا كثيرا على أنه أقدم فقضى على جوهر النفس قضية كلية بلا مراقبة من غير أن يعقد الكلام ويغمضه. وقد أجد هذا الرجل يفعل ما وصفته به فى أشياء أخر كثيرة، وإرادته هذه حسنة عندى مقبولة. ولكن لأنه قال: إنها إما مزاج وإما قوة تابعة للمزاج، قد أذمه وألومه فى زيادة قوة، وذلك لأن النفس جوهر ذات قوى كثيرة، وقد ذكر أرسطاطاليس وفصل مع ذلك اشتراك الاسم تفصيلا حسنا. وذاك أنه لما كان الجوهر يقال على الهيولى والصورة والجسم المؤلف منهما، قضى بأن النفس جوهر على جهة الصورة. وليس يمكن أن يقال: إن هذه الصورة شىء سوى المزاج، على ما أوضحنا آنفا.
صفحة ١٩