قال جالينوس كان الأجود أن لا يقول مشترك فى الاسم لكن مشترك فى الاسم والحد معا إذ كان أوميرش قد قال إن المشترك فى الاسم إنما هو كقولك اياس واياس لأن قولنا إنسان وإنسان وفرس وفرس وكلب برى وكلب برى وكلب بحرى وكلب بحرى فهو قول يدل على أن هذين مشتركان فى الاسم وذلك أن ما كان من الأسماء يدل على نوع واحد فى كثير من الأمور الجزئية فتلك الأمور توصف من هذه الأسماء بأنها مشتركة فى الاسم والحد معا وكل ما كان من الأسماء يقال على أنواع مختلفة فقد جرت العادة بأن نقول فيها إنها تقال بطريق المشاركة فى الاسم وان المعانى التى تسمى بها وهى دلائل عليها يقال لها باستحقاق انها مشتركة فى الاسم وإذ كان الأمر على هذا فاليد واليد لما كانتا نوعا واحدا صار القول بأنهما مشتركتان فى الاسم والحد معا أحرى وأوجب من أن يقال انهما مشتركتان فى الاسم فقط ولكن هذا شىء إنما يقع البحث فيه عن الاسم فهو بهذا السبب لا يسأهل أن يحرص عليه كثير حرص فأما الأشياء التى تتلو هذا فهى أشياء ينتفع بها فى صناعة الطب وذلك أن ابقراط يأمرك أن تكون إذا أردت أن تصلح الأعضاء التى قد نالتها آفة تجعل مثالك ودستورك للذى تريد إصلاحه (مثالا) فى الاسم وقرينا له فى البدن وشبيها به فى الحال وسليما صحيحا أما المثال له فى الاسم فمثل أن تقيس عضدا بعضد وساعدا بساعد وفخذا بفخذ وساقا بساق وأما القرين فى البدن فمثل أن تقيس العضو بالعضو هو قرينه فى إنسان واحد بعينه لا بعضو فى بدن إنسان آخر وهذا هو ما أشار إليه ودل عليه فى كتاب المفاصل وفى كتاب الخلع حيث قال لا بأن تنظر وتتفقد مفاصل غريبة وأضاف ابقراط إلى قوله قرين شبيها لأنه قد يمكن أن يكون العضو الذى يقاس قرينا للعضو الذى به يقاس ولكن لا يكون شبيها به وذلك أنه قد يعرض مرارا كثيرة أن يكون عضد قد أصابته جراحة أو قطع أو علة أخرى أو تكون رجل قد أصابها تخبل أو فجج ومن أجل ذلك أتبع قوله شبيه بسليم صحيح ولم ينكل ولم يكسل أن يعيد المعنى الواحد بعينه مرتين كما لا نغلط نحن فى شىء من معنى قوله فلا نفهمه وذلك أن العضو القرين هو لا محالة شبيه بقرينه متى كان صحيحا سليما إلا ان يكونا كليهما قد أصابتهما آفة على مثال واحد وهذا شىء لا يكاد يعرض إلا فى الندرة لكن [ان] كنا بسبب هذا نحتاج أن نضيف إلى قوله شبيه أنه مع ذلك سليم صحيح وقولنا أنه صحيح سليم قد دخل فيه أنه شبيه وعسى أن يكون ابقراط قد كان كتب هذين الاسمين كليهما ليختار أحدهما فعرض للناسخ أنه لم يكتب أحدهما ويدع الآخر لكن كتبهما جميعا
قال ابقراط الدلك يمكن فيه أن يحل ويشد وأن يزيد فى اللحم ويهزل أما الصلب فيزيد فى اللحم ويشد وأما اللين فيحل وأما الكثير فيقضف وأما المعتدل فيغلظ
صفحة ٤٨