وأما أنا فإنى أزيد فيما ذكرته هاهنا هذا المقدار الذى أقوله وهو أن قطع النخاع الذى يكون فيما بين الرأس والفقارة الأولى ويقطع الغشاء الموقى لطرف البطن المؤخر من بطون الدماغ يجعل بدن الحيوان كله من ساعته عديم الحركة 〈عديم الحس〉 وفى هذا الموضع ترون الثيران تقطع فى الهياكل يقطعها القوم الذين يقال لهم ذباحو الثيران وأما القطع الذى يكون بعد الفقارة الأولى فإنه ليس يجلب على الحيوان هذه الأعراض بأعيانها لأنه يقرب البطن الأول لكن لأنه يرخى قوائمه ويعطل تنفسه كله وهذا هو شىء موجود أيضا فى القطع الذى يكون بعد الفقارة الثانية والثالثة والرابعة إذا أنت استقصيت فى القطع مع الفقارة حتى تقطع العصبة التى تنبت من ملتقاها مع الفقارة الخامسة فأما الأجزاء الأول من العنق غهى تتحرك فى الحيوان الذى يقطع على هذا من الحال وأما قطع النخاع الذى يكون من بعد الفقارة الخامسة فهو يرخى ويعطل حركة جميع أجزاء الصدر الباقية لكن الحجاب يكاد أن يسلم معه من الآفة وكذلك شىء يسير من العضل المرتفع من عضل الصدر فأما القطع الذى يكون بعد الفقارة السادسة فإنه يضر بالعضل المرتفع من عضل الصدر على ذلك المثال وينال الحجاب منه من المضرة أقل مما ناله من اللذى قبله فأما القطع الذى يكون بعد الفقارة السابعة ولا سيما القطع الذى يكون بعد الفقارة الثامنة فإن جميع حركة الحجاب يسلم به من الضرر [أكثر من سلامتها مع القطع الذى يكون فى الفقارة الثامنة] 〈و〉فى أكثر الأمر قد يسلم من الضرر حركة العضل المرتفع وحركة جميع العنق إلا أن حركة العضل الذى فيما بين الأضلاع لا تسلم معه وذاك أن حركة هذا العضل يبطل ويذهب كلها متى كان القطع فى جميع فقار العنق وقطع الدماغ المؤخر كله مع الفقارة الأولى من فقار الصدر ومما يحقق ذلك أن فعل العضل الذى فيما بين الأضلاع يذهب ويبطل بتة إذا قطع النخاع قطعا يبتره كله من بعد الفقارة الأولى من فقار الصدر ويسلم من هذا الفعل مقدار يسير إذا كان القطع بعد الفقارة الثانية ثم على هذا القياس بعينه فيما يتصل بذلك دائما يكون العضل الذى فيما بين الأضلاع أرفع موضعا من موضع القطع يفعل فعله والعضل الذى أسفل من موضع القطع يبطل فعله.
صفحة ٥٨٤