مصر . ثم عدنا إلى المنزل واستأنفنا الشراب ولعب الورق، وكنت أكثرهم مرحا، بينما جلست الأم صامتة إلى جواري ثم نهضت وأعدت لنا طبقا من عيش الغراب بالثوم والزبادي.
انصرفنا قبل المغرب وبقي
فريد
في غير حماس. قرأت قليلا في القطار في رواية
آرثر كوستلر «ظلام الظهيرة» التي تنتقد السوفييت وحصلت عليها من
هانز . أغلب الركاب يبدو عليهم الإرهاق بعد سهرة السبت. وكان هناك زوج نائم بينما زوجته تقرأ، واستيقظ فجأة طالبا منها مقطبا أن تزيح ساقها التي استقرت فوق ساقه. انتقلنا إلى المترو وصعدت معنا عجوز تحمل قيثارة. لمحت رجلا نائما على مقعد وحيد واضعا يده وصورته على فمه. وكان هناك أيضا ضابط عرفنا من لهجته أنه سوري مع فتاة حلوة تحمل دبلة زواج، وقالت له عندما وجه إلينا التحية: بلديات لك مرة أخرى. وأخذت تتأملنا. كانت ترتدي غطاء للرأس على شكل باروكة ليمونية اللون، فكرت أنه أحضرها لها من
سوريا
أو
هلسنكي
أو
صفحة غير معروفة