ألمانيا الشرقية
تماثل وضعها في روسيا، لكن الناس أكثر انضباطا. سألته عن عائلته فقال إن أمه تعاني مع الطبيب الذي تزوجته بعد اختفاء أبيه خلال الحرب، رجل سيئ عامله بقسوة فترك لهما المنزل. حدثته عن أمي المشلولة. سرنا في اتجاه الصناديق التي يغلق الواحد منها على شخصين ثم يدور بهما في الهواء وينقلب. اقترح
هانز
أن نصعد، رفضت. اشترى بطاقتين، لمحنا فتاة طويلة في معطف وبنطلون أسود جالسة على أريكة. كانت لها عينان زرقاوان واسعتان ووجه مستطيل انسدل شعرها الأسود الناعم حوله، وفم ممتلئ شهواني. قال لها وهو يلوح بالبطاقتين: تعالي معنا. احمر وجهها وقالت إنها سبقتنا إلى الصعود. تقدم منها وجلس إلى جوارها وأخذ منها سيجارة. تطلع إلينا المارة والجالسون. جلست على مقعد آخر إلى جوار فتاتين، عرضت عليهما الصعود بالبطاقتين فقالتا إنهما تخافان، وضحكتا في خجل. سألتني إحداهما عن بلدينا، كانتا تتطلعان طول الوقت إلى
هانز . صعد مع الفتاة، دارا في الجو وهما يصرخان ويضحكان. ثم نزلا، وتأبطت ذراعه، ثم أنزلت ذراعها وسارت إلى جواره. ذهبنا إلى لعبة الصناديق المستطيلة التي تدور بسرعة وهي ترتفع تدريجيا. أردنا أن نشتري بطاقات فألفينا الشباك مغلقا. قال لنا أحد العاملين إن اللعبة ما زال أمامها ساعة أخرى أما موعد موظف الشباك فقد انتهى. أخذونا من غير بطاقات، صعدنا في الصناديق ورقدنا على ظهورنا نتأمل السماء. عندما نزلنا وضعت يدها في ذراع
هانز . ركبنا الباص وجلست هي بجوار شخص. سألها عني. قالت له إني عربي. همس لي
هانز : عرفت من لهجتك أنك عربي دون أن أقول لها، لا بد أنها خبيرة، وهي تعمل في حانوت ومتزوجة. تركتهما إلى منزلي. هاجمني صداع رهيب طوال الليل. كنت أترقبه وهو يمسك بعيني ثم ينتقل إلى أعلى ثم يهبط أخيرا إلى مؤخرة عنقي. أيقظت العجوز فأعطتني ورقة بمسحوق مسكن.
39
قالت العجوز: اليوم أحد والشمس ساطعة، ألن تخرج؟ قلت: لا أريد. قالت: أنت مثلي تعبت من الحياة. شربت الشاي وأنا أفكر في وجه فتاة المعرض. العينان الواسعتان الزرقاوان، الوجه الذي يحيط به الشعر الناعم، الشفتان الشهوانيتان. قرأت قصة حياة
سرفانتس . هي نفسها تقريبا مغامرات دون
صفحة غير معروفة