عاتبتني العجوز لأني لم أوجه لها تحية الصباح. طلبت مني أن أشغل الموسيقى كما أشاء. اشتغلت جيدا. غادرت الغرفة فسألتني: ألا تريد أن تشرب شايا؟ قلت: أجل. تبعتها إلى المطبخ. وضعت ملعقة شاي في كوبي البلاستيكي، أشعلت النار، وكما توقعت قالت: ماء البراد ساخن. قلت: أريده أن يغلي. قالت في لطف: لكنه غلى. قلت: لا، يغلي عندما أضيفه إلى الشاي. قالت مستسلمة: كما تشاء. كانت رائحة فمها لا تطاق ورائحتها كلها خانقة ووجهها محمرا. قالت: رأسي يوجعني. قلت: الشمس اليوم قوية. قالت: كنت في المقبرة، وكان هناك زحام شديد، والشمس قوية، ونظفت المكان بالمكنسة، ثم وضعت الزهور. ابتسمت ومضت تقول: قبره حسن، لونه أخضر ورمادي، ليس لي أن أشكو. ظهرت الدموع في عينيها: المرة القادمة سأشتري ألوانا وأزوق له القبر، أعطيه شيئا من البهجة فهو الآن معتم.
التقيت
زويا
وزوجها في الشارع. قبلتني في خدي وعرفته بي قائلة: هذا هو الذي حدثتك عنه. سألتني عما إذا كان
هانز
قد عاد. فتجاهلت السؤال. مررنا ببيت صديقة لها. ناديناها فخرجت إلينا. وجهت الحديث إلى زوج
زويا : متى وصلت؟ ثم ضحكت وقالت: متى ستذهب؟
38
حملت الصحف أنباء تصفية الفدائيين الفلسطينيين في
لبنان
صفحة غير معروفة