============================================================
بحذاء قلبي من اعتذر إليه وأتحفظ منه. هذا القلب إذا صح وثبتت أقدامه على باب الحق عز وجل، وقع في تيه التكوين، وفي واديه وفي بحره، يكون تارة بكلامه، وتارة بهمته، وتارة بنظره، يصير فعل الله عز وجل، وينعزل. هو يفنى وهو يبقى. القليل منكم من يؤمن بهذا، والاكثر منكم من يكذب به، الايمان بهذا ولاية، والعمل به نهاية. ما يجحد أحوال الصالحين إلا دجال منافق راكب هواه / [1/61] هذا الأمر مبني على الاعتقاد الصحيح، ثم العمل بظاهر الحكم يورث المعرفة بالله عزوجلي والعلم به . يصير الحكم بينه وين الخلق، والعلم بينه وين ويه عزوجل، تصير أعماله الظاهرة فرة بالإضافة إلى جبل أعماله الباطنة، تسكن جوارحه، وقلبه لا يسكن، عينا رأسه تنام وعينا قلبه لا تنام، يعمل قلبه ولا يفتر ويذكر وهو نائم . متى تعرفون الدنيا فتتركوها وتكونون مطلقين لها14 . متى تتركون الحسد لاخوانكم والتمني لما في ايديهم. ويلك تحسد أخاك المسلم على زوجته وولده وداره وما في يده من الدنيا، وذلك شيء خلوق له ليس لك فيه حظ. تتمخى زوجته وهي خلوقة له دنيا وأخرىا تتمنى سعة الرزق وقد سبق القلم بضيقه، فأنت معاقب!/ وممقوت، لأنك تطلب مالم يقسم لكا كم تسعى في طلب الدنيا 213/ب] وتحرص وليس لك منها إلا ماقد قسم لك.
اللهم أيقظ قلوبنا من غفلامها، أيفظنا لك، وأوقفنا في خدمتك، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار. اه.
صفحة ٧٥