============================================================
يا غلام: تسابغ (12) عند مجيء الأمر، وتمارض عند مجيء النهي وغب واسكت عند مجيء الآفات والأقدار(12)، كن كأنك ميت فيما يرجع إلى جلب النفع إليك ودفع الضرر عنك. المحب يسمع ويبصر بالإضافة(14) إلى الحق (57ب] عز وجل وهو أعمى وأصم بالاضافة إلى الخلق. قد أحاطه الشوق على ( حواسه الخمس، قالبه مع الخلق ومعناه مع الخالق، كائن بائن (15): على الأرض أقدامه وفي السماء همته، وفي قلبه همومه والخلق لا يشعرون بذلك، يرون أقدامه ولا يرون همته وهمومه؛ لأنهما في خزانة القلب التي هي خزانة الحق عز وجل. اين أنت من هذا يا كذاب؟! أنت قائم مع مالك وولدك وجاهك وشركك بالخلق والأسباب وأنت تدعي قرب الحق عز وجل! الكذب ظلم؛ لأن حقيقة الظلم وضع الشيء في غير موضعه، تب من كذبك قبل أن يعود عليك شؤم كذبك إصحب القوم فإن من صفاتهم أنهم إذا نظروا إلى شخص وجعلوا همتهم إليه أحبوه، وإن كان ذلك (1/58) المنظور إليه يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا؛ ( فإن كان مسلما زاد إيمانه ويقينه وثباته، وإن كان غير ذلك شرح الله صدره للإسلام . يا غافلين عن الحق عز وجل وعن الصالحين من عباده، الأموال والأولاد لا تقربك إلى الحق عز وجل، وإنما يقربكم اليه التقوى والعمل الصالح. الكفار كانوا يتقربون إلى الشياطين (11) والملوك بأموالهم وأولادهم ثم قالوا: إن أراد الله عز وجل يوم القيامة نتقرب إليه بأموالنا وأولادنا فعلنا فأنزل الله عز وجل {وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندتا رزلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في (12) شيء سابغ أي كامل واف. انظر التاج مادة سبغ (13) نقص من (1).
(14) أي إذا أمره الله سبحانه وتعالى سمع وأبصر وعمل.
(15) أي بمعنى ظاهر.
(16) في (ا) السلاطين.
صفحة ٧٢