============================================================
وايانا، ومن الله عز وجل قربا. يرى الخلق كلهم بعين العجز والذل والفقر، ومع ذلك لا يتكبر على طفل صغير منهم، يصير كالسبع وقت لقاء الكفار والمنافقين والعصاة غيرة لله عزوجل، ويتواضع ويذل للصالحين المتقين / المتورعين، وقد (24/ب) وصف الله عز وجل القوم الذين هذه صفتهم فقال عز من قائل: (أشداء على الكفار رحماء بينهم) [سورة الفتح 29/48].
اذا صح هذا العبد صار من وراء معقول الخلق، من ورآء مأموره، يظهر ويصير من قبل قوله عزوجل (ويخلق مالا تغلمون) [سورة النحل 8/16].
كل هذا ثمرة التوحيد والاخلاص والصبر. نبينا صلى الله عليه و[آله ومحبه) وسلم لما صبر رفع إلى السماء السابعة ورأى ربه عزوجل، وقربه، صح له هذا البناء بعد إحكام أساس الصبر. الخيرات كلها تحت أقدام الصبر؛ ولهذا كرر الله عزوجل ذكره واكد امره فقال: يا أيها الذين آمنوا اضبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) [سورة آل عمران 200/3] . اللهم اجعلنا من الصابرين التابعين لهم قولا وفعلا، خلوة وجلوة، صورة ومعنى، ) في جميع [1/25] أحوالنا، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
صفحة ٣٩