============================================================
يوم القيامة في زمرة المسلمين ولا تكونوا في زمرة الكافرين. طويى لنا نقعد في أرض الجنة أو على بابها ولا تكون من أصحاب الدركات. تواضعوا ولا تتكبروا. [17/ب] التواضع يرفع والتكبر يضع. قال النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم: "من تواضع لله رفعه الله عز وجل"(34). لله عباد يعملون من الخيرات أعمالا كالجبال، كأعمال من تقدم، وهم يتواضعون لله عز وجل ويقولون: مالنا عمل يدخلنا الجنة؛ فإن دخلنا فيرحمة الله عز وجل، وإن لم تدخلها فبعدله. لا يزالون وقوفا معه على قدم الافلاس، توبوا واعترفوا بتقصيركم وعجزكم. التوية حياة، الحق عز وجل حي الأرض بعد موتها بالغيث ويحيي القلوب بعد موتها بالتوبة واليقظة.
يا عصاة توبوا [لا تقنطوا من رحمة ربكم عز وجل، ولا تيأ سوا من روحه. (1/18] يا موتى القلوب دهوا على ذكر ربكم عز وجل، وتلاوة كتابه، وسنة نبيه، وحضور مجالس الذكر، وقد خيت قلوبكم كما تحيا الأرض الميتة بنزول الغيث عليها. دوام الذكر سيب لدوام الخير في الدنيا والآخرة. إذا صح القلب صار الذكر دائما فيه، يكتب في جوانبه وعلى جملته فتنام عيناه وقلبه ذاكر لربه عز وجل، يرث ذلك من بيه محمد صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم(35).
كان بعض الصالحين رحمة الله عليه له سبحة يسبح بها فنام وهي في يده، الجيلاني ص101 تحقيق خالد الزرعي وغسان عزقول.
(34) أخرجه أحمد في المسند، 26/3 . كما رواه ابن ماجه في الزهد، باب البراءة من الكبر والتواضع، 4176. عن أبي سعيد الخدري، كما رواه أبو يعلى في المسند، 1109، بلفظ (عن أبي سعيد الخدري آن رسول الله صلى الله عليه [وآله وصحبه] وسلم قال: لامن تواضع لله درجة رفعه درجة، حتى يجعله في عليين. ومن تكبر على الله درجة يضعه الله درجة، حتى يجعله في أسفل السافلين"): 35) إشارة لما آخرجه البخاري في "صحيحه"، عن عائشة رضي الله عنها، كتاب المناقب، باب كان النبي صلى الله عليه [وآله وصحبه] وسلم تنام عينه ولا ينام قلبه، 3376.
صفحة ٣١