============================================================
لم اكن أعبد ربا لم أره (28).
(28) وسئل بعض الصالحين هل رأيت ربك، فقال: لولم أره لتقطعت مكاني. فإن قال قائل: كيف تراه؟ فأقول: إذا خرج الخلق من قلب العبد ولم يبق فيه سوى الحق عز وجل يراه ويقربه كما يشاء، يريه باطنا كما أري غيره ظاهرا، يريه كما أري نبينا محمد صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم ليلة المعراج(29)، كما شاء. يري هذا العبد نفسه ويقربه ويحدثه ( مناما، وقد يجذب قلبه إليه يقظة، يغمض عيني [13/ب] وجوده فيراه بعيني قلبه كما هو عليه من حيث الظاهر ويعطيه معنى آخر فيراه به، يرى صفاته، يرى كراماته وفضله وإحسانه والظفر به. يرى بره وكنفه. من تحققت عبوديته ومعبوديته ومعرفته لا يقول: أرني ولا ترني ولا أعطني ولا تعطني، يصير فانيا مستغرقا؛ ولهذا كان يقول بعض من وصل إلى هذا المقام: إيش علي مني، ما أحسن ما قال: أنا عبده وليس للعبد مع السيد اختيار ولا إرادة. اشترى رجل مملوكا، وكان ذلك المملوك من أهل الدين والصلاح، فقال: يا مملوك ايش تريد تأكل؟ ( فقال له: ما تطعمي. فقال له: ما الذي تريد أن تلبس؟ فقال: [14/1] ما تلبسني. فقال له: أين تريد أن تقعد من داري؟ فقال: موضعا تقعدني فيه.
(28) ذكره الغزالي في الإحياء، انه من كلام عامر بن عبدالله في [فضل حكايا وأخبار في صلاة الخاشعين 308/4).
(24) إشارة لقول التبي صلى الله عليه [وآله وصحبه) وسلم: "رأيت ربي على صورة شاب أمرده. الحديث ذكره السيوطي في اللالى، جا /30، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قال ابن صدقة عن أبي زرعة: حديث ابن عباس لا ينكره إلا معتزلي. روى في بعضها ابفؤاده". والحديث إن حمل على المنام فلا إشكال في المقام، وإن حمل على اليقظة، أجاب ابن الهمام بأن هذا حجاب الصورة، وكأنه أراد بهذا الكلام أن قمام المرام يتصور بحمله على التجلي الصوري، فإن من المحال الضروري حمله على التجلي الحقيقي، فالله تبارك وتعالى منزه عن الجسم والصورة والجهات والله أعلم
صفحة ٢٧