============================================================
وصحبه) وسلم: "من لم يكن له واعظ من نفسه لم ينفعه / وعظ واعظه(14). من [1/10] أراد الفلاح فليعظ نفسه ويزهذها ويجاهدها. الزهد ترك المحرمات، ثم ترك الشبهات(20)، ثم ترك المباحات، ثم ترك الحلال المطلق في جميع الحالات حتى لا يبقى متروك في الجملة. حقيقة الزهد ترك الدنيا والآخرة، وترك الشهوات واللذات، وترك الوجود، وطلب الحالات والدرجات والكرامات والمقامات، وكل شيء سوى رب البريات، حتى لا يبقى إلا الخالق عز وجل الذي إليه المنتهى وهو غاية الآمال، إليه تصير الأمور. من المتكلمين من يتكلم عن قلبه، ومنهم من يتكلم عن سره، ومنهم من ) يتكلم عن نفسه وهواه وشيطانه. وعادة المؤمن [أن][10/ب] يتفكر ثم يتكلم، والمنافق يتكلم ثم يتفكر. لسان المؤمن وراء عقله وقلبه، ولسان المنافق أمام عقله وقلبه. اللهم اجعلنا مؤمنين ولا تخعلنا منافقين، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. آمين.
(19) نجده بهذا اللفظ، ويشهد له ما رواه أحمد في الزهد ص7، عن مالك بن دينار، قال: أوحى الله تعالى إلى عيسى: أن يا عيسى عظ نفسك؛ فإن اتعظت فعظ الناس، وإلا فاي مفي (30) في (1): الشهوات.
صفحة ٢٣