============================================================
(15] البقاء في الدنيا ( وهو شيء لا يقع بيدك! متى تهتدي إلى باب ربك عز وجل؟!
متى تقدم الآخرة على الدنيا؟! متى تقدم الخالق على الخلق؟! متى تقدم الصلاة على دكانك وأرباحك؟! متى تقدم السائل على نفسك؟! متى تقدم أمر الله عز وجل والإنتهاء عن نهيه؟! والصبر على الآفات التي تأي منه على هواك وعادتك؟! متى تقدم إجابته على إجابة حلقه؟!.
يا غلام: كن عاقلا أنت في هوس(4)، باطل بلا حق، ظاهر بلا باطن، علانية بلا سر، تقدم إلي ما دامت المعاصي على ظاهرك قبل أن تصل إلى قلبك (5با فتصير مصرا ثم ينتقل الإصرار فيصير كفرا، ) تدارك الأمر، احفظ باليسير الكثير تدارك ما دام الحبل طرفه بيدك، قال النبي صلى الله عليه [وآله وصحبه] وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولو عاد في اليوم سبعين مرة؟(9)".
(8) اهوس: طرف من الجنون، وقال الزمخشري دوران في الرأس، تقول العرب: الناس هوسى والزمان أهوس: أي الناس يأكلون طيبات الزمان، والزمان يأكلهم بالموت . انظر التاج مادة (هوس) (4) أخرجه ابن ماجه في "اسننه" كتاب الزهد، باب ذكر التوبة 4250، عن أبي عبيد الله اين عبد الله عن أبيه، وأخرجه الديلمي في [الفردوس]، 2432 عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله وصحبه] وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب". قال الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين"، جه/506، مضيفا على الحديث: ثم تلا قول الله تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين [سورة البقرة 222/2]. قال السيوطي في "الفتح الكبيره، ج3 /11 [عن سلمان رضي الله عنه قال]: ما من شييء أحب إلى الله من شاب تائب، وما من شييء أبغض إلى الله من شيخ مقيم على معاصيه، وما في الحسنات حسنة أحب إلى الله تعالى من حسنة تعمل في ليلة الجمعة أو في يوم الجمعة، وما من الذنوب ذنب أبغض إلى الله تعالى من ذنب يعمل في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة، قال القشيري في "الرسالة"، 77 التوبة أول منزل من منازل السالكين، وأول مقام من مقامات الطالبين
صفحة ١٨