============================================================
كان - رحمه الله تعالى- سريع الدمعة، شديد الخشية، كثير [الورع]، مجاب الدعوة، كريم الأخلاق، طيب الأعراق، أبعد الناس عن الفحش، أقرب الناس إلى الحق، شديد الباس إذا انتهكت محارم الله، ولا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لغير الله، ولا يرد سائلا ولو بأحد ثوبيه(1).
وفاته: أمضى الشيخ -رحمه الله تعالى - الفترة الأولى من حياته في طلب العلوم وجمعها وتحصيلها، ثم تصدر أربعون سنة مجلس الكلام والوعظ، في مدرسته باب الأزج، من سنة (521 ه) إلى سنة 561 ه).
أما مدة التدريس والفتوى بمدرسته، فكانت ثلاث وثلاثون سنة، من سنة (528ه) إلى سنة (561ه(3) لم يدخر الشيخ رحمه الله تعالى - وقتأ إلا وأنفقه في العلم والجد، من تحصيل وتدريس، وفتيا، وتوجيه، ووعظ، وإرشاد، وأحوال ومقامات، وكشف، ومشاهدة، فكان العالم والزاهد والعابد والعارف.
غمر الشيخ - رحمه الله تعالى - تسعين سنة، وانتقل إلى الله تعالى في عاشر ربيع الآخر، سنة إحدى وستين وخمس ميق، وشيعه خلق لا يحصون، ودفن بمدرسته- بباب الأرج ببغداد - رحمه الله تعالى(1).
(1) تفريج الخاطر: الأربلي، 15 (2) مختصر طبقات الحنابلة: لابن شطي، 41.
صفحة ١٤