واما ثانيًا - فلأن قوله «وبتقدير» ان يكون» إلخ إقرار بالكلام النفسي من غير شعور.
واما ثالثًا - فلأن دعوى المجاز تحكم مع كون الأصل في الأطلاق الحقيقة.
واما رابعًا - فلأن دعوى أن ذلك مبالغة من هذا الشاعر خلاف الواقع بل هو تحقيق من غير المبالغة كما يفهم مما سلف، فما ذكره هذا الشاعر كلمة حكمة سواء نطق بها على بينة من الأمر أو كانت منه رمية من غير رام، فإن معناه موجود في حديث أبي سعيد «العينان دليلان، والأذنان قمعان والسان ترجمان - إلى أن قال - والقلب ملك فإذا صلح» الحديث. وفي حديث أبي هريرة «القلب ملك وله جنود - إلى ان قال - واللسان ترجمان» الحديث. فما قيل: إن هذا الشاعر نصراني عدو الله ورسوله؟ أفيجيب أطراح كلام الله ورسوله تصحيحًا لكلامه، أو حمله على المجاز صيانة لكلمة هذا الشاعر عنه. وايضًا يحتاجون إلى أثبات هذا الشعر والشهرة غير كافية، فقد فتش ابن الخشاب دواوين الأخطل العتيقة فلم يجد فيها البيت. أنتهى - كلام أوهن وأوهى من بيت العنكبوت، وأنه لأوهن البيوت.
أما أولًا - فلأن كلام هذا العدو موافق لكلام الحبيب حتى لكلام المنكرين للكلام النفسي حيث اعترفوا به في عين إنكارهم.
وأما ثانيًا - فلأنا أغناها الله تعالى ورسوله من فضله عن إثبات هذا الشعر.
واما ثالثًا - فلأن عدم وجدان ابن الخشاب لا يدل على انتفائه بالكلية كما لا يخفى. والحاصل. ان الناس أكثروا القال والقيل، في حق هذا الشيخ الجليل، وكل ذلك من باب [وافر] .
1 / 319