الجديد في الحكمة
محقق
حميد مرعيد الكبيسي
الناشر
مطبعة جامعة بغداد
سنة النشر
1403م-1982م
مكان النشر
بغداد
تصانيف
الفصل الثاني
في |
الماهية وتشخصها وما تنقسم إليه
لكل شيء حقيقة هو بها هو ، وهي مغايرة لجميع ما عداها ، لازما كان ، أو
مفارقا .
ومثال ذلك الإنسانية ، فإنها من حيث هي إنسانية ، لا تدخل في مفهومات | الوجود والعدم ، والوحدة والكثرة والعموم والخصوص ، إلى غير ذلك من | الإعتبارات ، فإنه لو دخل الوجود الخارجي في مفهومها مثلا ، لما كانت الإنسانية | الموجودة في الذهن فقط إنسانية ، ولو دخل العدم فيه ، لما كانت الإنسانية | الموجودة إنسانية . ولو دخل العموم فيه لما زيد إنسانا .
وعلى هذا قياس بواقي ما يغايرها ، بل الإنسانية من حيث هي إنسانية | ليست الا الانسانية فقط ، فإذا انضم اليها الوجود صارت موجودة ، أو العدم | في الاعتبار الذهني صارت معدومة . وهكذا حال : الوحدة والكثرة ، والكلية | والجزئية ، وغير ذلك ، فلا يصدق عليها أحد هذه الأشياء إلا بأمر زائد عليها .
وأما كونها إنسانية فبذاتها ، ولهذا لا يصح أن يقال : السواد مثلا أسود ، | بل سواد . ولا الوجود موجود ، بمعنى أنه ذو وجود ، بل على معنى أنه موجود ، | لأن السواد ليست سوادية بأمر زائد ، وكذا وجودية الوجود .
ويقال للماهية من حيث هي الماهية لا يشترط شيء ، وللماهية المجردة عن | | جميع اللواحق الماهية بشرط لا شيء .
صفحة ٢١٩