394

الجديد في الحكمة

محقق

حميد مرعيد الكبيسي

الناشر

مطبعة جامعة بغداد

سنة النشر

1403م-1982م

مكان النشر

بغداد

تصانيف

Creeds and Sects

ورابعها : الاضافات المحضة ، مثل كون الشيء قبل غيره وبعده | ومثل كونه يمينا ويسارا ، فإنك إذا جلست على يمين إنسان ، ثم قام | ذلك الانسان ، فجلس في الجانب الآخر منك ، فقد كنت يمينا له ، | ثم صرت الآن يسارا له . فها هنا لا يقع التغيير في ذاتك ، ولا في | صفة حقيقية من صفاتك ، بل هذا محض الاضافة .

وخامسها : ما يرجع إلى سلب محض ، ككون زيد فقيرا ، فإنه | اسم إثبات لصفة سلب . فإن معناه عدم المال . وقد يتركب بعض هذه | الأقسام مع بعض ، وإذ قد تقرر هذا فنقول : واجب الوجود ، لا يجوز | أن يوصف بما هو من قبيل الأقسام الثلاثة الأول ، لما عرفت من | استحالة كونه فاعلا وقابلا لما فعله ، فلا يكون علمه من قبيل علمنا | بالأمور المتغيرة ، ولا قدرته من قبيل قدرتنا .

وإذ لا بد من وصف واجب الوجود بالأوصاف ، التي أوجبنا | اتصافه بها ، فيجب أن تكون غير مؤدية إلى تكثير ذاته ، وتلك هي | الاضافية ، والسلب وما يتركب منهما .

وقد علمت أن علمه بذاته ، هو نفس ذاته ، لا زائد عليها ، وكذا | علمه بعلمه بذاته ، وهلم جرا . وعلمت أيضا أن علمه بمعلولاته ليس | بزائد عليها ، ولا يحوج إلى صفات متقررة في ذاته .

ولما كان كون لوازمه موجودة عنه ، هو بعينه كونها معقولة له ، | فعلمه هو قدرته . ونحن نفتقر في إيجاد الأشياء كبناء بيت مثلا ، إلى | عزيمة واستعمال آلات ، حتى نتوصل بذلك إلى بناء البيت . وقدرته | هي حياته ، فإن الحياة التي عندنا تتكمل بإدراك وفعل ، هي التحريك ، | ينبعثان عن قوتين ( لوحة 361 ) مختلفتين . |

صفحة ٥٥٨