354

الجديد في الحكمة

محقق

حميد مرعيد الكبيسي

الناشر

مطبعة جامعة بغداد

سنة النشر

1403م-1982م

مكان النشر

بغداد

تصانيف

Creeds and Sects

وإن لم يحصل إلا عند الحصول في العقل ، فيكون استعداد المقارنة | لم يحصل إلا مع المقارنة أو بعدها ، وهو ظاهر الاستحالة .

ولولا ما قرر أولا ، لما لزم من مقارنة الصورة المعقولة لما تعقلها ، | كونها إذا كانت قائمة بذاتها ، وجب أن تكون عاقلة . ومع هذا فالحدس | ( لوحة 349 ) والذوق السليم ، هو الذي يؤيد هذا البرهان .

وإذا أردت مأخذا أسهل من هذا ، فيجب أن تأخذه من علم | النفس بذاتها وبغيرها ، فإن ذلك نجده من أنفسنا ، وهو متحقق في | الأنفس السماوية ، بما سلف من الأدلة .

وإذا كانت النفوس بأسرها تستند إلى عقل يكون علة فاعلية لها | إما بتوسط شيء من النفوس أو لا بتوسطها ، فلا يمكن أن يكون ذلك | العقل أنقص في مرتبة الوجود منها .

والعلم والحياة هما من الكمالات الغير الزائدة على الذات ، بل | هما كمال للذات من حيث هي .

والعلة الفاعلية لما له هذا الكمال الذاتي يمتنع أن تكون قاصرة | عنه فيه ، فإن تلك الذات على ما هي عليه من الكمال الغير الزائد عليها ، | هي مستفادة من تلك العلة وتابعة لها في ذلك الكمال ، فلا يصح أن | تساويها فيه ، فضلا عن أن تكون أشرف منها . وقد عرفت أن الذي من | الفاعل هو نفس الماهية الخارجية ، فهي كظل له ، فلا تكون أتم وأكمل | منه .

وكمالية العلم والحياة كمال في نفس الذات ، لا تابع لها ، بحيث | يحتمل أن يكون مكتسبا من غير فاعلها . والفاعل البعيد في هذا أبلغ | من القريب . |

صفحة ٥١٦