328

الجديد في الحكمة

محقق

حميد مرعيد الكبيسي

الناشر

مطبعة جامعة بغداد

سنة النشر

1403م-1982م

مكان النشر

بغداد

تصانيف

Creeds and Sects

ولا بد من الانتهاء دفعا للتسلسل أو الدور ، المحالين إلى ما لا تكون | المعقولات فيه بالقوة ، بل تكون فيه بالفعل ، وليس ذلك هو الواجب | | الوجود ، فإنه سيتبين لك امتناع كونه محلا للهيئات ، فهو إذن عقل | مطلقا ، أو ينتهي إلى ما هو كذلك . وأعني بقولي مطلقا : إنه عقل من | جميع الاعتبارات ، ليس عقلا باعتبار ونفسا باعتبار غيره .

فهذا الجوهر المجرد هو الذي يعطي النفوس كمالها ، ونسبته إلى | النفوس البشرية ، كنسبة الشمس إلى الابصار ، بل أتم ، وهو كالخزانة | للمعقولات ، إذا أقبلنا عليه عنه . وإذا اشتغلنا عنه بجانب الحس انمحت | الصورة العقلية عنا .

فالاتصال الذي يقع بين نفوسنا وبينه ، هو الذي يرسم فيها | الصور العقلية ، التي تتخصص بسبب استعدادات خاصة ، تخصصها | أحكام خاصة من الادراكات الجزئية السابقة المعدة لادراك الكليات أو | الادراكات الكلية المناسبة ، المتأدية إلى المدرك الكلي .

ولولا تلك المخصصات لكان إدراك النفس لبعض الصور دون | سائرها ، تخصيصا من غير مخصص ، وهو باطل بالبديهة ، ومتى | انقطعت الوصلة بين النفس وبين ذلك الجوهر العقلي بأعراضها عنه | إلى ما يلي العالم الجسداني أو التفتت النفس إلى صورة أخرى ، انمحى | ما كان متمثلا في النفس أولا . ونظير النفس في ذلك من الجسمانيات | المرآة ، فإنه إذا حوذي بها صورة ، تمثلت فيها .

صفحة ٤٨٩