289

الجديد في الحكمة

محقق

حميد مرعيد الكبيسي

الناشر

مطبعة جامعة بغداد

سنة النشر

1403م-1982م

مكان النشر

بغداد

فإن انتهى إلى ما يمكن أن يعاد إليه ، بضرب من التحليل ، فهو | رؤيا تفتقر إلى التعبير ، وإلا فهو من أضغاث الأحلام أيضا . هذا حال | ما تتلقاه النفس من تلك المباديء عند النوم ، وأما ما تتلقاه عند اليقظة | فعلى وجهين :

أحدهما أن تكون النفس قوية وافية بالجوانب المتجاذبة ، لا يشغلها | البدن عن الاتصال بالمباديء المذكورة ، وتكون المتخيلة قوية ، بحيث | تقوى على استخلاص الحس المشترك عن الحواس الظاهرة ، فلا يبعد أن | يقع لمثل هذه النفس في اليقظة ما يقع للنائمين من غير تفاوت . فمنه | ما هو وحي صريح ، لا يفتقر إلى تأويل ، ومنه ما ليس كذلك فيفتقر | إليه ، أو يكون شبيها بالمنامات الي هي أضغاث أحلام ، إن أمعنت | المتخيلة في الانتقال والمحاكاة . وسبب مشاهدة المتخيلات هو أن القوة | المتخيلة كالموضوعة بين قوتين مستعملتين لها : سافلة وعالية .

فالسافلة هي الحس ، فإنه يورد عليها صورا محسوسة ، يشغلها بها | يوردها الحس عليها ، ولا يستعملها العقل فيها .

صفحة ٤٤٩