الجديد في الحكمة
محقق
حميد مرعيد الكبيسي
الناشر
مطبعة جامعة بغداد
سنة النشر
1403م-1982م
مكان النشر
بغداد
تصانيف
الفصل السادس
في |
اثبات المحدد للجهات وذكر لوازمه
وجود الأجسام السفلية المتحركة حركة مستقيمة ، دلت من حيث | مسافة حركتها على ثبوت جهتين محدودتين مختلفتين بالطبع .
ولولا اختلافها بالطبع ، لما كان كون بعض الأجسام متوجها إلى | إحداهما ، وبعضها متوجها إلى الأخرى ، كالنار والأرض مثلا ، بأولى | من العكس .
ولو كان خلاء فقط ، أو أبعاد مفروضة ، أو جسم واحد فقط ، غير | متناه ، لما أمكن أن يكون للجهات المختلفة بالنوع وجود ألبتة ، فلا يكون | فوق وأسفل ، ويمين ويسار ، وخلف وقدام .
ولا يمكن أن تكون الجهة ذاهبة إلى غير النهاية ، لأن كل جهة | موجودة ، فإليها إشارة ، ولذاتها اختصاص وانفراد عن جهة أخرى .
وذاتها لا تخلو : إما أن تكون متجزئة ، أو غير متجزئة ، فإن | كانت متجزئة ، فالأبعد من جزئيها عن المشير ، هو الجهة ، فلا تكون | الجهة بكليتها جهة ، بل بعضها هو الجهة . ويلزم أن يكون لها امتداد | في جهة ، فلا تكون نفسها جهة .
وإن كانت غير متجزئة ، فلها وضع لا محالة ، وإلا لم يكن إليها | إشارة . وكل ماله وضع ، وهو غير منقسم ، فهو حد وغاية ، لا يكون | ما وراءه منه . |
صفحة ٣٨١