الجديد في الحكمة
محقق
حميد مرعيد الكبيسي
الناشر
مطبعة جامعة بغداد
سنة النشر
1403م-1982م
مكان النشر
بغداد
تصانيف
الفصل الثاني
في |
العناصر وأحوالها باعتبار الانفراد
الجسم الذي من شأنه أن يتحرك حركة مستقيمة ، ينقسم إلى : | كثيف ، وهو الذي يحجز أبصارنا عن ابصار النور بالكلية . والى | لطيف ، وهو الذي لا يحجزها عن أبصاره ألبتة . وإلى مقتصد ، وهو | الذي يحجز عن ذلك حجزا غير تام ، على اختلاف مراتبه في ذلك الحجز .
وينقسم الجسم المذكور بوجه آخر إلى : حار خفيف ، وبارد | ثقيل . وقد سبق بيان ذلك . وهذا الجسم إذا جاز انفصاله عن كلية | نوعه ، فهو قابل للحرق ، وقبوله لذلك ولتركه إن كان بسهولة ، فهو | الرطب ، وإن كان بصعوبة ، فهو اليابس ، ونحن إذا تأملنا بسائط | الأجسام التي عندنا في عالم الكون والفساد ، لم نجدها خارجة عن | أربعة : الأرض ، ويلزمها من التقسيم الأول الكثافة ، ومن الثاني | البرودة والثقل ، ومن الثالث اليبوسة . والماء ، ويلزمه من التقاسيم | الثلاثة : الاقتصاد والبرودة مع الثقل والرطوبة .
والهواء ، ويلزمه من الثلاثة : اللطافة والحرارة مع الخفة | والرطوبة . والنار ، ويلزمها منها اللطافة والحرارة ، مع الخفة ، وفي | يبوستها أو رطوبتها شك .
أما ما هو بحسب التقسيم الأول ، فظاهر لنا في : الأرض والماء | والهواء وخفي عنا في النار .
صفحة ٣٤٧