154

الجديد في الحكمة

محقق

حميد مرعيد الكبيسي

الناشر

مطبعة جامعة بغداد

سنة النشر

1403م-1982م

مكان النشر

بغداد

ومن حيث المجموع تكون قوة على شيء واحد ، ولا يتقدم على | الفعل زمان ، كما علمت . وإذا لم تحصل هذه الأشياء داخلة في | مفهومها ، فهي متقدمة بالزمان على الفعل . فإن الذي له فطرة سليمة ، | لا ينكر أنه في حالة القيام قادر على القعود .

وقد تكون القدرة هي العلم بعينه ، وذلك إذا كان العلم بالشيء | كافيا في صدوره عن العالم ، كما نتصور وجها نميل إليه ، فيتبعه حركة | بعض الأعضاء ، أو تتصور أمرا يتبعه بغير وجهك ، من غير استعمال | آلة ، أو يثير منك شهوة وشوقا .

والأخلاق من جملة هذه الكيفيات أيضا . والخلق ملكة يصدر بها | عن النفس أفعال بسهولة من غير تقدم روية . وأصول الفضائل الخلقية | ثلاثة : الشجاعة والعفة والحكمة . ومجموعها هو العدالة ( لوحة 290 ) | ولكل واحد من الثلاثة طرفا : إفراط ، وتفريط ، هما رذيلتان . | فالشجاعة محتوشة بالتهور والجبن ، والعفة بالفجور والجمود ، والحكمة | بالجزيزة والغباوة .

ويتفرع من هذه فروع كثيرة ، ولها أحكام ، وذلك كله مستوفي | في كتب الأخلاق ، ولا يليق ههنا أكثر من هذا القدر منها . والصحة | والمرض ، من قبيل ما ليس بمحسوس من الكيفيات . والصحة عبارة عن | الكيفية ، التي بها يكون [ بدن الحي ، بحيث تصدر عنه الأفعال اللائقة | به سليمة ، والمرض ما يقابلها .

ومن هذا لقبيل أيضا : الفرح والغم والغضب والفزع والحزن | والهم والخجل والحقد . وهي ظاهرة ، لكونها وحدانية . والسبب المعد | للفرح هو أن يكون حامله الذي هو الروح الحيواني المتولد في القلب ، | على أفضل أحواله في الكم والكيف . |

صفحة ٣٠٨