129

جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس

الناشر

الدار المصرية للتأليف والنشر

مكان النشر

القاهرة

أبو العباس أحمد بن عبد الله بن ذكوان، قال: حدثني أبي عن بعض إخوانه، أو عن نفسه: أنه حج فنزل بمصر في حجرة اكتراها، قال: فإبى قاعد يومًا إذ نظرت إلى كتابة على الحائط، فتأملت ذلك فإذا هو: قم حي بالراح قومًا ... ماتوا صلاة وصومًا لم يطعموا لذة العي ... ش مذ ثلاثون يومًا فذكرت ذلك لبعض من كنت أجالسه بمصر، فقال: ذلك خط الحسن بن هانىء وهي من قوله، وفي تلك الحجرة كان نازلا أيام كونه بمصر. ؟ أحمد بن عبد الله بن زيدون أبو الوليد من أهل قرطبة، شاعر مقدم، وبليغ مجود، كثير الشعر، قبيح الهجاء؛ أدركنا زمانه وأنشدنا له غير واحد من أهل المغرب أبياته السائرة: بيني وبينك ما لو شئت لم يضع ... سر إذا ذاعت الأسرار لم يذع يا بائعًا حظه مني ولو بذلت ... لي الحياة بحظي منه لم أبع حسبي بأنك إن حملت قلبي ما ... لا تستطيع قلوب الناس يستطع ته أحتمل، واستطل أصبر، وعزأهن ... وول أقبل، وقل أسمع، ومر أطع وله من قصيدة طويلة: بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ... شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا كنا نرى اليأس تسلينا عوارضه ... وقد يئسنا فما لليأس يغرينا نكاد حين تناجينا ضمائرنا ... يقضى علينا الأسى لولا تأسينا

1 / 130