home-spun ، إن صح التعبير. والخلق إذا ما فهناه على أنه يعني ألوان السلوك المطردة، هو من صنع الفاعل نفسه ... إننا إذا ما افترضنا أن «أ - ص» تشمل جميع الأفعال التي أنجزتها بالفعل «من هذه الأفعال الممكنة» وحولتها إلى عادات كلما أصبح خلقه أكثر صلابة، وهذه الصلابة النسبية للخلق ترجع إلى القول بأن ظروف الحياة التي يمكن أن تظهر هذه الأفعال الإرادية قد استغلت بنسبة درجة صلابة الخلق، وتصبح الذات شيئا فشيئا أكثر تحديدا لأنها قد تحققت أكثر فأكثر، وهكذا تطرد التحققات الفعلية الممكنات، ويحل الاطراد محل التفرد
originality ، والأصالة
uniqueness .
ورغم ذلك فالاطراد نسبي فحسب، فهناك من ناحية إمكان مستمر لتغيير ما هو ثابت بالفعل، وهناك من ناحية أخرى ظروف الحياة التي لا يمكن أن نستنفدها تماما، بحيث نستطيع أن نقول في يقين إن الأشياء سوف تمثل أمام فرد معين بطريقة معينة، وأن الفرد سوف يرد بهذه الطريقة أو تلك على هذا المثير الجزئي المعين.
وحتى إذا ما سلمنا بأن خلقي المشكل على النحو الحالي يتحكم في إلى حد ما، أو جزئيا، فيجب علينا ألا ننسى أنه خلقي أنا، فهو لا يمكن تحليله إلى عوامل تستبعد الذات الفاعلة النشطة التي شكلت هذه العوامل في فرد واحد متحدة في هوية مع نفسه. واستخدام كلمة «الاطراد» في مجال السلوك البشري بنفس المعنى الذي تستخدم فيه في ميدان العالم المادي، استخدام محال لا يقبله عاقل. ونحن إن فعلنا ذلك فإننا نهمل فردية العقول البشرية، غير أن ذلك لا يعني أن العقول المختلفة يمكن أن ينظر إليها على أنها مؤلفة من عناصر مشتركة، تتجمع بنسب متفاوتة وبترتيبات مختلفة: «إننا لكي نكشف عن القوانين السببية التفصيلية التي تتحكم في ذهن شخص معين فريد مثلا، فإننا لا بد أن نبحث في زيد نفسه. وليس ثمة قدر من المعرفة للكيفية التي يعمل بها ذهن خالد أو عمر يمكن أن تساعدنا في معرفة - إما بالتعميم الاستقرائي المباشر أو بالاستدلال الاستنباطي غير المباشر - القوانين التفصيلية التي يعمل بها ذهن زيد.»
51
وإذا ما حاولت أن تقطع خلق شخص ما إلى عناصر تتجمع بطريقة معينة، فإنك في هذه الحالة تستبعد ذاته الفاعلة النشطة التي التقطت هذه العناصر ونسجتها في خلقه الخاص، إنك ترد الإنسان تقريبا إلى لا شيء أو إلى لا كائن
nonentity ، أنت بعملك هذا إنما تحلل «ذاته» إلى عناصر بغير ذات
selfless elements «إنك قد تخبر أن خلقه ... قد تطور ... لكن عليك عندئذ أن تضيف ... أنه هو الذي طوره ... ولو كان في استطاعة شخص آخر أن يفسر - من معطيات معينة ومن قواعد كلية - تكوينه كما يفسر مسألة حسابية فأين ذهبت ذاته هو؟ اعتدى عليها شخص آخر، وحطمها إلى عناصر بغير ذات، ثم جمعها من جديد، وسيطر عليها تماما، كما يسيطر الإنسان على الشيء الميت للسكين. وإذا صح ذلك فإن هذا الشخص يشعر شعورا غير واضح أنه لو أن شخصا آخر يستطيع على هذا النحو أن يفكه وأن يعيد تركيبه
unmake and remake ، فإنه هو نفسه يمكن بالمثل أن يكون أي فرد أو أي شخص منذ البداية طالما ألا شيء قد تبقى ليكون خاصا به هو.»
صفحة غير معروفة