بصدد هذه النقطة قائلا:
46 «أيهما الحقيقي وأيهما الرمزي؟» ثم يضيف مقدما إجابة مخالفة لإجابة الفيلسوف الرمزي: «إذا ما وجهنا هذا السؤال بصراحة، فإن الجواب - فيما أعتقد - يسير إلى أقصى حد. فمن المسلم به تماما أن الواقعي عيني باستمرار، في حين أن الرمزي مجرد دائما. فكلمة الواقعي تعني الفردية بدرجة كبيرة أو صغيرة، في حين أن الرمزي يعني دائما الكلي المنطقي، والواقعي يتضمن باستمرار تاريخا في نطاق خبرتنا، أعني أماكن، وتواريخ، وتجاوبا مع البيئة العينية. أما الرمز فهو خلق منطقي ... وإنه لمن الخلف الواضح أن نقول - مطبقين هذا المقياس - عن عزم قيصر لعبور نهر روبيكون
Rubicon ،
47
أو عزم «لوثر» على الذهاب إلى «ورمز
Worms »
48 - إنه رمز لتراقص الجزئيات في مخ كليهما.» (6) ولست أدري من الذي يتوقع أن يلاحظ حركات جزئيات مخي لكي يتحقق من تواريخها مع حالات ذهني؟ لا بد من استبعادي - كملاحظ - عن هذا الموضوع، طالما أنني لا أستطيع إدراك مخي الخاص. ومن ناحية أخرى فإن كل ما يستطيع عالم الفسيولوجيا أن يراه هو التغيرات التي تحدث في مخي، أعني الحوادث المادية، وهي بوصفها حوادث مادية، لا تقدم فرضا
ex hypothesi ، أي دليل على مصاحباتها الذهنية. وإن كان عالم الفسيولوجيا يشير إلى خبرته الخاصة حين يلاحظ مخي، فإن التوازي عندئذ لا بد أن المستحيل - عمليا ونظريا - للملاحظ الواحد أن يفحص ألوان العصاب
neuroses
أو ألوان الذهان
صفحة غير معروفة