وإذا وقع كوكب بارد رطب في برج بارد رطب نتج عن اجتماعهما فصل الشتاء والبرد؛ فتهب الرياح الباردة، ويثور البحر، ويخرج ما في جوف البحار إلى سطحها؛ وتلين الأرض وتتحول الأشياء بانحلالها.
13 (5)
وإذا وقع كوكب حار يابس في برج رطب بارد، نتج عن اجتماعهما الصواعق والبروق والرعود والرياح مع مطر قليل وغيم كثير، هذا إذا كانت الغلبة للكواكب على البروج، أما إذا كانت الغلبة للبروج على الكواكب، فعندئذ تكثر الأمطار وتقل البروق والرعود والصواعق وتكثر الزلازل؛ فإذا اعتدلا اعتدل الزمان وتكافأت الطبائع كما وكيفا، وهنا يكون ظهور الأنبياء.
14 (6)
وأخيرا إذا وقع كوكب حار رطب في برج بارد يابس، كان الزمان أصلح زمان للفلاسفة والعلماء.
15 (4) طبائع البلدان
البلدان لا تشذ عن بقية كائنات الطبيعة في تأثرها بالعناصر الأولية، وبمواضع النجوم ومختلف البروج؛ وفي تقسيم البلدان على هذه الأسس. يقول جابر إن الناس قد انقسموا في ذلك فريقين، ثم انشعب أحد الفريقين شعبتين: (1)
أما الفريق الأول فقد قسم البلاد أربعة أقسام على أساس الطبائع الأربع المركبة؛ لأن البلدان في رأيهم هي صنيعة هذه الطبائع التي هي: النار والهواء والماء والأرض؛ فإن صح هذا يكون التقسيم كما يلي: فالمغرب من فعل الحرارة، والمشرق من فعل البرودة، والشمال من فعل اليبوسة، والجنوب من فعل الرطوبة - وإنا لنلاحظ هنا عدم اتساق في القول، فبعد أن قرر جابر أن الطبائع المتحكمة في البلدان هي الطبائع الثواني المركبة: النار والهواء والماء والأرض، راح من فوره يقسمها على أساس الطبائع الأوائل البسائط، وهي: الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة؛ مع أن كل واحد من الطبائع المركبة - كما قد أسلفنا القول مرارا - مؤلف من طبيعتين بسيطتين؛ فالنار مؤلفة من الحرارة واليبوسة معا، والهواء مؤلف من الحرارة والرطوبة معا، والماء مؤلف من البرودة والرطوبة معا، والأرض مؤلفة من البرودة واليبوسة معا. (2)
وأما الفريق الثاني فينشعب شعبتين: إحداهما تقسم البلاد حسب الكواكب السبعة، والأخرى تقسمها حسب البروج الاثني عشر: (أ)
فإن قسمت حسب الكواكب، كان تقسيمها كما يلي: (1)
صفحة غير معروفة