هذه مقترحات في تدعيم بناء النهضة السياسية، وتركيزه على أسس قومية تعيد له سابق روعته، وتكفل لهذه الأمة متابعة خطواتها في طريق العمل لمجدها ورفاهية بنيها، والمساهمة بنصيب في السير مع العالم إلى خير الإنسانية.
وهذه هي دعوة إلى الصفوة المختارين من قادة الرأي لنتعاون وإياهم على العمل على تعبئة جميع القوى في البلاد من شباب وشيوخ، أفرادا وأحزابا وهيئات وجماهير؛ للنهوض بالأعباء القومية المشتركة، وبث روح الإيمان بمصر وإيثارها بالمحبة الكبرى، على أسس واضحة صريحة تصلح سنادا للرأي العام، ودعامة مستقرة للإصلاح المنشود، وبداية مباركة لأداء رسالة مصر على أقرب ما يكون إلى الكمال.
ونحن إذ ننشر هذه الدعوة نرجو أن يوافينا كل مواطن بما قد يعن له من ملاحظات تعين على استكمال الغاية منها أو توضيحها؛ حتى تخرج البلاد منها بميثاق قومي يكون أساس الاستقرار، وطليعة السياسات الثابتة.
وهذا الميثاق يعين على معالجة مشاكلنا الداخلية التي تتفاقم يوما بعد يوم بحيث أضحى خطرها يهددنا أكثر من أي خطر خارجي.
ولن يتوفر لأمة مجد خارجي ومكانة عالمية إلا إذا حققت مجدها الداخلي.
وفي هذه الساعات التاريخية الحاسمة نتوجه إلى المولى عز وجل بقلوب خاشعة، ونفوس مطمئنة؛ ليلهمنا السداد والتوفيق في خدمة هذا الوطن العزيز؛ نقدم له خير تجاربنا، وخلاصة تجارب غيرنا، ونمحص الرأي بعد الرأي، متعاونين في إخلاص ووفاء لبناء الغد المأمول، والله معنا.
لتحي مصر.
ليحي الملك.
الأحد 16 ذي الحجة سنة 1365 / 10 نوفمبر سنة 1946
جبهة مصر
صفحة غير معروفة